السياسة في العراق .. صراع بين آلهة الإطار وآلهة الصدر

السياسة في العراق إلى أين أوصلت الشعب؟ عام على ثورة. وأقل منها على انتخابات. ولا تزال القوى السياسية تنهب العراق من جهة، وتتبادل الشتائم فيما بينهم من جهة أخرى.
أغلب الشعب العراقي ينتظر الفرج سواء من حكومة هذا أو ذاك .. فعشرون عاما من الانقسامات والحروب والقتل والتهجير كافية لبداية جديدة. أما القلة منهم فلا زالوا يعبدون زعمائهم السياسيين .. فمنهم من يعبد حزب الدعوة ومنهم منقاد لإلهه مقتدى الصدر، ومنهم من يعبد أحزابا أخرى.
السياسة في العراق متغيرة القرارات
إئتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، يصف بيان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن حكومة محمد شياع السوداني بـ “غير المهمة” .. في حين قال وزير مقتدى “محمد صالح العراقي” عن الحكومة المقبلة : كل من يشترك في وزاراتها معهم ظلماً وعدواناً وعصياناً لأي سبب كان فهو لا يمثلنا على الإطلاق بل نبرأ منه إلى يوم الدين ويعتبر مطروداً فوراً عنّا (آل الصدر)” !
اتباع المالكي لا يعيرون أهمية لما قاله التيار، يؤكدون أن “هجوم وزير الصدر واتهام الطبقة السياسية الداعمة لحكومة السوداني التي نجحت في إكمال الاستحقاقات ومعالجة الانسداد وحل الخلافات بين الأحزاب السياسية. لا يمكن إعارة أهمية لها أو أخذها على محل الجد”. كما أنّ “الأطراف السياسية الآن تبحث عن التهدئة والاستقرار لأوضاع البلاد، وإيجاد حكومة خدمية تعالج الملفات العالقة والمتراكمة بمختلف الأصعدة التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر”.
من منهم موسى؟ ومن منهم فرعون؟
الإطار التنسيقي بزعامة المالكي يعتبر التيار الصدري رافضا للتقارب السياسي طوال الأشهر الماضية أية محاولة ولم يستجيب لأية دعوة، وحتى من كانوا حلفاء له. من أجل إعادتهم إلى العملية السياسية، ومشاركتهم من جديد مع جميع المكونات في إدارة المرحلة الحساسة، كما أن التيار تخلى عن استحقاقه بقناعته وأخرج كتلته من البرلمان .. فماذا يريد الآن؟
محمد صالخ العراقي لا ينفي تلك الدعوات للمشاركة في الحكومة، حين قال “هناك مساعٍ لا تخفى لإرضاء التيار وإسكات صوت الوطن”. في إشارة إلى تصريحات إعلامية وخبراء يتحدثون عن إمكانية اقتراح مناصب وزارية على التيار الصدري.
الإطار يرى أن حكومة محمد شياع المقبلة ستكون مشروع حكومة الخدمة الوطنية. جمعت كل الأقطاب السياسية الشيعية والسنية والكردية وغيرها تحت خيمة اتفاق وطني جامع يسعى لتحقيق إنجاز حقيقي للبلاد.
أما عن ما يسمى “الانسداد السياسي” الحاصل منذ أسابيع عدة فقد انتهى بقولهم “إن مرحلة الانسداد السياسي قد انتهت دون رجعة. ومن يرغب بالمشاركة عليه أن يتقدم بخطوات واثقة مع بقية الأطراف مع قرب إعلان الكابينة الوزارية ومنحها الثقة. أما الخلافات والتصريحات المتشنجة، فإنها لن تجدي نفعًا، ولن يتفاعل معها أحد، لأن الاستقرار للمرحلة الحالية هو الأهم، وذلك يتم بتغليب المصلحة الوطنية”.
إلى متى؟
السياسة في العراق كل شيء فيها وارد. وليس من المستبعد كعادة التيار العودة إلى الحكومة. كما أن إيهام الشارع بأن الفريقين على طرفي نقيض باتت مكشوفة. الإعلام لا يقدم سوى ما يريده السياسي. سواء كان صراعا وهميا أم إنجازا من وحي الخيال !
وعلى مدار سنوات والأحزاب الشيعية بكل مسمياتها متفقة على تقاسم السلطة وثروات البلد. ولا أستبعد منهم الأحزاب السنية، فكلهم تحت راية النهب سواء. لكن الذي يهم الناس متى ستعود الحياة إليهم ؟ هل تنتهي معاناة الفقر ومتى تنتهي مشاكلنا ؟ هل نرى مدرسة نموذجية لأطفالنا ومستشفى لائقة بالمرضى ؟ كيف من الممكن أن تعود مصانع العراق للعمل ؟ في أي زمان سوف نزرع ؟ مياهنا في خطر الجفاف، هل سنتمكن من حمايتها أو أهوارنا من الانقراض ؟
المزيد من المقالات يرجى الضغط هنا