المجتمعمقالاتالمقالات السياسية

المهاجرون .. بين نارَي الأسر والموت على قارعة الطريق

المهاجرون .. ما الذي يدفعهم لترك بلادهم نحو مصير مجهول عبر طرق الموت المختلف ؟ غرق .. عيار ناري .. حرق .. برد .. جوع .. عطش .. كلها طرق للموت، لكنها لا تهم .. المهم فقط ترك الوطت والذهاب إلى المجهول.

البعض يغادر بلاده بسبب الحرب الأهلية .. وهناك من يفضل الموت على العودة لوضعه الاقتصادي التعيس .. وهناك من يرى الموت حرا أجمل نهاية له بدل أن يموت أسيرا بيد السلطة والقوانين التعسفية .. فالموت مهما كانت قسوتهم فهو أجمل من الآلام التي كانوا يعيشونها قبل الفرار.

حرق المهاجرون جريمة لا يمكن نسيانها

في الشهرين الاخرين تعرض المهاجرون في مختلف البلدان لمخاطر كثيرة لم يكن الموت أقساها ..  فمثلا هناك ما يقرب من 100 مهاجر تركوا عراة على الحدود بين اليونان وتركيا، في أجواء باردة أجبروا على ترك ملابسهم .. بعضهم مصاب بجروح مختلفة .. هؤلاء حاولوا الوصول إلى اليونان عبر نهر إيفروس في زوارق من تركيا إلى اليونان.

أما في البلاد العربية التي تدعي الإسلام فالجرائم أفظع .. جرائم لا تعتبر انتهاكا بحق الإنسانية فحسب، بل جريمة لا يمكن إيجاد وصف لمرتكبيها .. فكيف يمكن لأحد ما حرق أسير أو عابر سبيل ؟

جريمة مقتل المهاجرين في صبراتة الليبية القابعة على البحر المتوسط، جريمة أسفرت عن وفاة 15 شخصاً، بعدما تم العثور على 11 جثة متفحمة داخل قارب، وأربع أخرى خارجه.

في الغرب الليبي حيث تسيطر الجماعات المسلحة ليس هناك شيء أسمه القانون .. المهاجرون من مختلف الدول الأفريقية خاصا “تشاد” يصلون إلى ليبيا من أجل العبور بقارب صغير نحو الجزر الإيطالية المقابلة لسواحل غرب ليبيا. فالمليشيات هناك يبيعون ويشترون ما يسمونهم “العبيد”. البعض يخدم المليشيات مقابل لقمة خبز، والبعض يفتدي نفسه بما يملك من مال ليُترك في حال سبيله .. وهناك من يجبرن على ممارسة الجنس لإرضاء رغبات السجانين.

الأمم المتحدة تشجب .. تستنكر .. تدين

الأمم المتحدة تحدثت كثيرا عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها مئات المهاجرين في مراكز الإيواء في ليبيا لكنها لم تتخذ إجراء لهم. فقد ذُكر في تقير لهم أنهم “يجبرون على قبول برامج العودة الطوعية إلى دولهم هرباً من ظروف الاحتجاز التعسفية، والتهديد بالتعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجنسي، والاختفاء القسري والابتزاز، وغير ذلك من انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان”.

الظروف التي وجدها الافارقة في ليبيا أسوأ بكثير من الظروف التي عاشوها في بلدانهم، ما دفعهم لقبول العودة إلى مسقط رأسهم.

أما منظمة “أطباء بلا حدود” قد  أعلنت مؤخرا أن فريق عمل سفينة “جيو بارنتس” أنقذ 116 شخصاً في عمليتين قبالة ساحل ليبيا، ليبلغ عدد الناجين على متن السفينة أكثر من 290 فرداً. هذه السفينة كانت قد غرقت مؤخرا، ولا تزال فرق الإنقاذ البحث عن ناجين.

وقالت “أطباء بلا حدود” إن هؤلاء المهاجرين في أثناء هروبهم من ليبيا، أمضوا ليلة في البحر تحت رحمة البرد والأمواج، قبل أن يتم إنقاذهم. مبينة أن الناجون – وأكثرهم من الأطفال – يعانون من الإرهاق، كما أن بعضهم لحقت به إصابات ختلفة.

 الآلاف حاولوا دخول أوربا بطرق غير شرعية هذا العام

وفي أوربا .. أعلنت وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) في وارسو أن أول تسعة شهور من عام 2022 شهدت محاولة 228 ألفا و 240 شخصا دخول الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية. بما يزيد بنسبة 70 % عن العدد في الفترة ذاتها من العام الماضي كما يمثل أيضا أعلى عدد لأول تسعة أشهر من العام منذ 2016.

معظم المهاجرون عرب وأفغان

وأكدت وكالة فرونتكس أن هذه الإحصائيات لم تتضمن لاجئي الحرب من أوكرانيا. وفسرت فرونتكس العدد المرتفع بحقيقة أن العديد من المهاجرين في منطقة البلقان الغربية حاولوا الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عدة مرات. وجاء معظم الأشخاص الذين اختاروا سلوك الطريق عبر دول يوغوسلافيا السابقة، من سوريا وأفغانستان وتركيا كما تم عبور الحدود مرات عديدة عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد من ليبيا وتونس عبر صقلية ومالطا. حيث سجلت فرونتكس 7 آلاف و 213محاولة في أيلول/ سبتمبر. وذكرت الوكالة أن الطاقة الاستيعابية لاستقبال المهاجرين بلغت أقصى حد لها، خاصة في إيطاليا.

 من جهتها أعلنت خدمات الطوارئ الإسبانية أن طواقم الإنقاذ البحري أنقذت 264 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول إلى جزر الكناري. كان 140 منهم يتجهون إلى “لانزاروت” على متن قارب خشبي صغير وقاربين مطاطيين. بينما كان 124 آخرين في قارب بالقرب من “إل هييرو”، في أقصى الجزء الغربي من الأرخبيل.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى