هتلر وبوتين .. أوجه التشابه بين سياستهما ج 3
هتلر وبوتين، شعور وردود أفعال متشابهة. فحين شعر هتلر بضعف عصبة الأمم وعجزها عن القيام بواجباتها الأساسية. والتي دعت إلى تشكيلها وهي حماية وصيانة استقلال وسيادة الدول ولاسيما الضعيفة منها. كذلك عدم قدرة بريطانيا وفرنسا وعدم جاهزيتهما للحرب بسبب مشاكلهما الداخلية السياسية والاقتصادية. فأقدم على محاولته الأخيرة بالإعلان عن أطماعه في بولندا.
هتلر وبوتين
محاولة احتلال بولندا
حاولت ألمانيا اتخاذ الخطوات نفسها التي اتبعتها في جيك وسلوفاكيا مع بولندا هذه المرة. بحجة أعادة مدينة “دانتزك” الحرة ومنطقة واسعة من الممر البولندي إلى ألمانيا. غير أن هتلر قد تفاجأ هذه المرة بقوة الرد الدولي. لا سيما من بريطانيا وفرنسا وإعلانهما بأنهما ستعتبران أي اعتداء ألماني على بولندا بمثابة اعتداء عليهما. لذلك سعى هتلر في النهاية إلى عقد معاهدة عدم اعتداء مع روسيا في 23 اب – أغسطس عام 1939. أي قبل قيام الحرب العالمية الثانية بأسبوع واحد. (وهذا ما فعله بوتين بتكثيف تعاونه العسكري والاقتصادي مع الصين وإيران).
تضمنت المعاهدة الألمانية – الروسية ملحقا سريا. حدد بموجبه نفوذ كل منهما في بولندا ورومانيا ودويلات البلطيق الواقعة شمال شرق روسيا. وهي لتوانيا ولاتفيا وإستونيا. مما أوقع الدول الاوربية والعالم في حيرة وذهول كبيرين. بسبب ميل روسيا الشيوعية الى جانب ألمانيا النازية التي تمثل العدو الأول والأكبر للشيوعية الدولية.
هتلر وبوتين
فشل الجهود الدولية لتفادي حرب عالمية
من ناحية أخرى، كانت جميع الجهود الدولية قد فشلت في تحقيق تسوية سياسية مرضية لجميع الأطراف وتفادي نشوب حرب عالمية جديدة. إذ تحركت الدبابات والمدرعات والطائرات الألمانية لاحتلال بولندا والعاصمة وارسو خلال أيام قليلة. حيث تقاسمتها كل من ألمانيا وروسيا. وبذلك سحقت الآلة العسكرية الألمانية والروسية سيادة واستقلال دولة أخرى هي بولندا.
لا غرابة اذن. أن يكونا هتلر وبوتين قد فكرا بمثل هذا السيناريو. فبوتين فكر بذلك من أجل إعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي السابق. وليس بعيدا أيضا أن يكون من ضمن أهداف بوتين احتلال أو إخضاع جميع الدول المحيطة بروسيا. والتي تمثل شرق أوربا لتكون حاجزا مانعا أمام توسع حلف شمال الأطلسي (المعروف بالناتو).
الحرية والسلام من وراء القصد – انتهى.
أوجه التشابه بين سياسة هتلر و بوتين، الجزء الاول من هنا ، الجزء الثاني من هنا
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا