أسعار النفط الروسي تحت سقف الـ 60 دولار وموسكو ترفض البيع!
أسعار النفط العالمية ارتفعت للبرميل الخام. وصلت كحد أقصى لأكثر من 127 دولارًا للبرميل، عندما فرضت واشنطن وحلفاؤها عقوبات على روسيا في الربع الأول من هذا العام. روسيا التي تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم. لكن بعد أن بدأت الهجمات الروسية العسكرية على أوكرانيا، تراجعت أسعار النفط الخام. إذ انخفضت إلى 80 دولارًا للبرميل. في ظل الفوضى الاقتصادية التي تعيشها أوربا والولايات المتحد بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية. ما أدى لانخفاض الطلب على النفط.
لكن ربما الأسعار تشهد تحولا جديدا في سوق النفط. إذ تسعى أوروبا والولايات المتحدة من فرض سقف لأسعار النفط الروسية. إذ تنص الآلية التي اعتمدتها أوروبا مؤخرا السماح فقط بالنفط الروسي المباع بسعر يساوي 60 دولارا أو أقل من ذلك للبرميل الواحد. كما سيمنع على الشركات الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع وأستراليا، توفير الخدمات للشركات الروسية التي تسمح بالنقل البحري من التجارة والشحن والتأمين والسفن.
بماذا ردت روسيا؟
روسيا أعلنت باختصار من يريد وضع سقف لأسعار النفط الروسية لن يجد نفط ليشتريه! فموسكو ليست مضطرة لبيع نفطها بالسعر الذي فر ضته أوروبا. إذ اعلنت مصادر حكومية أن روسيا ستحظر صادراتها من المنتجات النفطية إلى كل من يريد شراءه بالسعر الأوربي الجديد.
رأي دول الخليج العربي حول أسعار النفط
دول الخليج المصدرة للنفط متخوفة من تجاوز هذا القرار النفط الروسي ليصل نحو آبارها. وزير الطاقة العماني سليم العوفي قال في مقابلة مع محطة بلومبرج: “إن كبار منتجي النفط قلقون بشأن سقف الأسعار الذي تفرضه مجموعة الدول السبع على صادرات الخام الروسية”. مضيفا: “لا أعتقد أن أحداً يحبها” في إشارة منه للأسعار الأوربية المفروضة على روسيا.
وتابع العوفي: “لا أحد يعرف إلى أي مدى ستذهب تبعات هذا القرار. القرار اليوم على روسيا لكن غدًا يمكن أن يكون سقفًا عالميًا للأسعار. وسيكون ذلك في غاية الخطورة”. محذرا من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تقليل الاستثمار في إنتاج النفط على مستوى العالم.
أما منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك +)، فإنها تسعى لتثبيت انتاج النفط بشكل ثابت دون زيادة أو نقصان كي لا يتأثر سعر البرميل. فهي تجد أن زيادة الكميات المصدرة سيؤثر سلبا على الأسعار خاصة وأن السوق بحسب وجهة نظرها غير قابل لزيادة في الإنتاج مستقبلا. كما ترى أوبك+ أن خفض الإنتاج من الممكن أن يبعث برسالة سلبية للسوق. فعدم الاستقرار في الإنتاج وتغير الأسعار يهدد الاقتصاد العالمي بشكل كامل.
الخطوة الروسية تتجه إلى أين؟
في حالة تزمتت أوروبا بموقفها في فرض سقف للأسعار الروسية. فإن روسيا أيضا ستتشبث في موقفها ولن تبيع لهم قطرة نفط واحدة. ما سيخلخل السوق العالمية بشكل مخيف. فمن جهة لا بد للمصدرين من عمل خطة لموازنة التصدير لسد النقص. كما على الدول المعتمدة على النفط الروسي تغيير استراتيجيتها ومصانعها بحسب نوع النفط الجديد الذي ستستورده. ناهيك عن تكلفة أكثر لتلك الدول في حالة تغيير خط استيراد النفط بعيدا عن موسكو.
موسكو غير مجبرة للرضوخ لقرار الـ 60 دولارا للبرميل، كونه لا يخدم مصالحها. فأوروبا تتعامل على روسيا على أن ليس لدى النفط الروسي سوق غيرها. وهذا غير صحيح. وهذا يؤدي إلى أنه من الممكن أن نشهد قفزة في أسعار النفط في المستقبل القريب خاصة وإن العديد من الدول مقبلة على جو بارد ومثلج.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا