تجارة الأعضاء وقتل السياح سوق رائجة في أمريكا اللاتينية والمكسيك
تجارة الأعضاء سوق جديدة طفت على سطح الكرة الأرضية .. أعضاء الإنسان تسرق منه في تجارة ليس لها سوق معين .. وعصاباتها لها نفوذ كبير في كل مكان. ذو حظ كبير من يتعرض لسرقة عضو من أعضاءه ويتركوه حيا. فغالبا ما يقتلونه من أجل أحشاءه التي يستفيد منها أصحاب النفوذ.
الجميع يعلم أن المكسيك وبعض من دول أمريكا اللاتينية تعاني من مستويات مرتفعة من جرائم العنف وتجارة الأعضاء، إذ تسجل المكسيك وحدها ما يقرب من 100 جريمة قتل كل يوم. تلك الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 126 مليون نسمة. ومع تطور طب نقل الأعضاء عملت العصابات المحلية في مجال الاتجار بالبشر والأعضاء، إلى جانب تجارة المخدرات المعروفة لديهم.
من الحب ما قتل
ومن الحب ما قتل، عبارة سمعناها كثيرا. لكنها تنطبق حرفيا على المكسيكية بلانكا أريلانو. تلك السيدة صاحبة الـ 51 عاما التي عاشت قصة حب مع رجل من بيرو اسمه بابلو جيسوس فيلافويرتي الذي يبلغ من العمر 37 عاما وطالب في كلية الطب. إذ قطعت بلانكا مسافة ما يقارب خمسة آلاف كيلو مترا من أجل السفر إلى حبيبها البيروفي. ما إن وصلت بلانكا إبلا حبيبها حتى لاقت مصيرا سيئا. إذ قطعها إلى أشلاء صغيرة ورماها في البحر. وباع أعضاءها لتُستخدم في مجال الطب.
السيدة المكسيكية قبل أن تغادر المكسيك أخبرت عائلتها في نهاية يوليو بأنها ستذهب في رحلة سياحية إلى عاصمة البيرو ليما. وبعد بعد مرور أسبوعين من وصولها إلى البيرو انقطعت الاتصالات بينها وبين ابنة أختها. لذلك طلبت كارلا المساعدة عبر منشور على “تويتر”، إذ نشرت صورة لأريلانو قائلة: “لم أتوقع أن ألجأ إلى هذا الموقف، اختفت خالتي بلانكا أوليفيا أريلانو، الاثنين 7 من نوفمبر/تشرين الثاني في بيرو”.
الوصول للجاني
وتمكنت كارلا من الوصول إلى فيلافويرتي وطرح أسئلة عدة عليه حول خالتها، وما إذا كانت بصحة جيدة، وعدم إمكانية الوصول إلى خالتها ونشرت محادثاتهما.
فيلافويرتي قال عن القتيلة: “غادرت البيرو على متن طائرة متجهة إلى المكسيك بعد أن توقفت عن محادثتها منذ أيام، لأنه لم يستطع تقديم الحياة التي تريدها وأصبحت في حالة ملل منه”. وتمنى الشاب أن تكون صديقته في حالة جيدة. وقال لابنة أختها: “اعتني بنفسك وآمل أن تعود خالتك بأمان إلى المنزل”.
وأجرت السلطات المختصة تحقيقاً بعد رؤية منشور ابنة أخت المرأة على “تويتر”، ولم تمضِ أيام حتى جرفت المياه أشلاء المرأة إلى الشاطئ، ومنها أصبع مقطوعة بها خاتم فضي، كان الدليل الحاسم في كشف قصة المرأة، ثم رأس مقطوع تلاه جذع دون أي أعضاء على الشاطئ ذاته. الامر الذي أدى لاعتقال فيلافويرتي من قبل السلطات البيروفية بتهمة التجارة بالأعضاء البشرية، والذي نشر مقاطع فيديو عبر تطبيق “تيك توك” لأعضاء بشرية بعد أيام من اختفاء أريلانو، وبالتحقيق كشفت آثار الدماء في شقته.
تجارة الأعضاء تقتل شاب بولندي
لم تكن بلانكا الأولى التي تُقطع أوصالها وتُباع أعضاءها. ففي عام 2021 توفي شاب بولندي وبقي آخر في غيبوبة بالمستشفى بعد “انتزاع” أعضاء من جسديهما في المكسيك، وفقا لتقرير نشره موقع “أونيت بل” البولندي الإخباري.
وزارة الخارجية البولندية أعلنت وفاة شاب ووجود آخر بالمستشفى، لكنها رفضت الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وقالت الوزارة إن مواطنا بولنديا ثالثا كان برفقة الاثنين قد عاد إلى وطنه، ويحقق الادعاء العام المكسيكي في المسألة.
ووفقا لموقع “أونيت بل”، ذهب الشابان، وعمر كل منهما 20 عاما تقريبا، إلى المكسيك في النصف الأول من فبراير من العام 2021 من أجل البحث عن عمل. وأبلغت الحكومة البولندية أسرة الضحية بوفاته. حيث ذكر الموقع نقلا عن مصادر لم يحددها أن المتوفى لم يفقد كليته فحسب، بل فقد أعضاء أخرى من جسده.
سائحة بريطانية تلاقي ذات المصير بسبب تجارة الأعضاء
سائحة بريطانية اسمها “أماندا جيل” لاقت نفس المصير الذي لاقته بلان كا المكسيكية. ففي عام 2018 قالت صحيفة “انفوباى” الأرجنتينية، إن سائحة بريطانية توفيت في المكسيك وعادت جثتها إلى عائلتها بدون عيون وقلب ودماغ. وكانت أماندا جيل التي تبلغ 41 عاما ضحية لتجار الأعضاء البشرية. عائلة الضحية البريطانية “إيلين هاينز” ظهرت لوسائل الإعلام وهي في حالة رعب شديد مما حدث.
ما أن تسلمت العائلة جثة ابنتهم الخالية من جميع الأعضاء الحيوية بخلاف. الأمعاء الغليظة والرعب ملأ المكان. والدة القتيلة قالت: “سرقوا كل شيء بداخلها، وكم فتاة حدث معها ذلك”.
السائحة البريطانية وفي أثناء تواجدها في المكسيك ذهبت لمستشفى دي كوس بسبب مضاعفات السكر. وبعد وفاتها وبمجرد وصول الجثمان بريطانيا خضعت لفحص بالأشعة المقطعية التي كشفت الأعضاء المفقودة في الجسم.
وقالت شقيقة أماندا “كاتى “: “أين العيون الزرقاء الجميلة لأختي؟ لماذا أخذوا منها؟ أين دماغها، أين قلبها؟” مشيرة إلى أن العائلة ربما كانت ستتبرع بالأعضاء إذا طلب منهم ذلك.
المدعى العام المكسيكي إدجار كاماتشو ذكر عن الحادثة بانه تلقى تقريرا عن وفاة أماندا، وأدرجت فيه سبب الوفاة ارتفاع معدل السكر في الدم. وأكد أنه لا يعرف شيئا عن الأعضاء المفقودة، ويقول “إنه لم يتم إجراء أي تحقيقات على الرغم من أن وزارة الخارجية قد اتصلت بالسلطات المكسيكية”.
تجارة الأعضاء بحاجة لعقوبة أشد من السجن والإعدام
تجارة الأعضاء انترت في كل مكان. ولم تخل الدول العربية منها. فحوادث الاختطاف دائما ما تنتهي بفدية أو جثة منزوعة الأحشاء. الأمر الذي بحاجة إلى إصدار ثانون جديد يتماشى ونوع الجرم المستخدم في هذه القضايا. فليس من المعقول أن يحكم القضاء على هؤلاء القتلة بالسجن المؤبد أو حتى الإعدام. لا بد من أن تكون هناك عقوبات رادعة أكثر حتى لا يفكر مطلقا من تسول له نفسه بهكذا فعل.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا