الطلاق .. المخدرات والهواتف والثقافة الزوجية أهم أسبابه
الطلاق نهاية فرحة لشخصين حلما بأن يعيشا بسعادة سويا. غير أن الواقع يختلف كثيرا عن الأحلام. والزواج بالتأكيد غير التعارف وغير فترة الخطوبة. مسؤوليات جديدة وشخص آخر دخل حياة كل من الزوجين. لكن معدلات الطلاق ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في العديد من البلدان العربية. فمثلا سجل العراق 7 آلاف حالة طلاق خلال الشهر الماضي فقط.
خبراء العلاقات الزوجية تحدثوا كثيرا عن هذا الأمر. وقد عزوا أسباب الطلاق إلى عدم قدرة الزوجين على التواصل معاً بشكلٍ يدعم العلاقة الزوجية. كما أن لغة الحوار بينهما قد لا تكن موجودة ما يعني غياب التحدّث بأسلوبٍ صحيح يُساعدهم على فهم بعضهم البعض جيّداً. ذلك يوصلهما بالنهاية لطريقٍ مسدود. عندها تبدأ الخلافات بينهما تظهر مثل انعدام الحوار وفرض رأي أحدهما على الآخر وعدم الاستماع لرأيه وطلباته واحتياجاته.
المخدرات سبب مهم للطلاق
البلدان التي تنتشر فيها المخدرات تكثر فيها حالات الطلاق. فالزوج غالباً لا يكون في وعيه داخل المنزل، ويضرب الزوجة والأطفال. ما يجعلها تطلب الطلاق للتخلص منه. إضافة إلى أن شراء المخدرات يحتاج لمبالغ كبيرة. وفي حالة الأزواج قليلي الدخل ويشترون المخدرات يؤدي هذا إلى عجز في ميزانية المنزل وعدم توفير احتياجات الأطفال والزوجة من مأكل ومشرب وملبس ومستلزمات المدارس. ما يؤدي إلى نشوب الخلافات والنزاعات بين الطرفين.
الهواتف تؤدي إلى الطلاق
اختراع عظيم للبشرية هو الانترنت. لكنه للأسف استخدمه الإنسان بشكل سيء جدا. علاقات محرمة وقصص مشبوهة تجري أحيانا بين أجهزة الهاتف للأزواج. خيانات زوجية للطرفين تحدث هذه الأيام أما بشكل مباشر “وجها لوجه” أو عبر الهواتف. وما يشعر أحد الزوجية بخيانة الطرف الآخر تحدث المشاكل والنزاعات بينهما ويحدث الطلاق. وأحيانا القتل!
الوضع الاقتصادي للأسرة عامل مهم لاستقرار
عندما يكون الوضع الاقتصادي للأسرة جيدا يغطي نسبة كبيرة على كثير من المشاكل. وبعبارة أخرى ربما يجد المال حلا للكثير من المشاكل بين الزوجين. لكن مع ازدياد المشاكل في الأسرة مع مصاحبة وضع اقتصادي غير مستقر أو سيء يصعّب على الزوجين تقبل المشاكل التي تواجههما. بل يضع حدا سيئا للعلاقة بين الزوجين.
عدم أهلية الشباب للزواج
قبل عشرات السنين كانت العائلات بشكل عام تربي أبناءها ذكورا وإناثا على فهم الحياة بشكل عام، والحياة الزوجية والأسرية بشكل خاص. نصائح من الأم والأب والجد والجدة ضمن مفهوم النصائح الإيجابية للأبناء.
لكن اليوم لا أحد ينصح أبناءه، أو يمكننا القول لا أحد ينصح أبناءه حول تكوين أسرة سليمة. بل جل النصائح تكون حول سيطرة الطرف على الطرف الآخر، أو عن كيفية استغلال الوضع “الزوجي” بشكل مادي. بعيدا أن القيمة الفعلية للزواج من حيث التقارب النفسي والروحي والعاطفي والجنسي. فصار الزواج اليوم صفقات تجارية أو مشاريع مربحة بين العائلات أو حتى بين الأزواج.
نصائح لزواج مستقر
إن الكبت الجنسي هو من يدفع الشباب للزواج المبكر. وفي هذه الحالة فإن الزوجين لم يتعرفا بعد على الحياة بشكل كامل. ولم يقعا في مطباتها، ما يعني أن مع أول مطب أو مشكلة ستتزعزع الثقة في زواجهما. لكن على العائلات إفهام أبناءهم “شاب / شابة” معنى الحياة الزوجية. فالرجل والمرأة حال زواجهم عليهما التفكير جليا بإسعاد الطرف الآخر. ومعرفة ما يحب وما يكره وتلبية تلك الاحتياجات وفق الإمكانيات المتاحة.
كما على أهل الزوجين منحهم بعض النصائح عن تحمل الظروف المختلفة التي يمكن أن تحدث في كل أسرة، سواء المادية أم المعنوية أم الصحية. أما إن كان أهل الزوجين بحاجة إلى النصح والإرشاد فهذا يعني أن مجتمعاتنا مهددة بالفعل بانحدار أكبر مما هو عليه اليوم.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا