النساء الأفغانيات ضحية مؤامرة أمريكية وتطرف طالبان

النساء الأفغانيات في أدنى مستوى لها منذ أن وجدت ما يعرف بـ “أفغانستان”. فالتنظيم الذي يحكمها اليوم شدد كثيرا على المرأة في تلك البلاد. ومنعها من ارتياد ما يرتاده الرجال بحجة أنها فتنة ولا يجوز اختلاطها بالرجل. فحرية نساء أفغانستان اليوم في مهب الريح.
مؤخرا أصدرت حكومة طالبان قرار ينطبق على جميع المنظمات المحلية والأجنبية غير الحكومية بعدم السماح للنساء بالعمل في المؤسسات. هذا القرار بررته الحكومة أن بعض النساء غير ملتزمات بقواعد الزي الصارم التي تحددها الحكومة لهن. غير أن القرار لم يوضح سريانه على وكالات الأمم المتحدة التي لها وجود كبير في أفغانستان أم لا.
منع النساء من ارتياد الجامعة
على الرغم من وعد “طالبان” من تخفيف التشديدات على الشعب الأفغاني إلى أنه مستمر في قهر الإنسان هناك. ففي قرار آخر حظرت الحكومة التعليم على النساء الأفغانيات. ما يعني توجيه ضربة أخرى لحقوق الإنسان في هذا البلد المقهور. الطلبة الأفغان نساء وذكورا اعتبروا منع النساء من دخول الجامعات من قبل الحراس تعديا سافرا على حقوقهم ومستقبل أبناءهم ومستقبل البلاد بشكل عام.
طلبة أفغان يتساءلون حول مستقبل البلاد في ظل حكومة “طالبان”. فمنذ استيلاءها على السلطة في أغسطس / آب من العام المنصرم، طبقت الجامعات جديدة لترضي النظام الجديد. إذ خصصت فصولا دراسية ومداخل تفصل بين الجنسين. كما سمحت الجامعات للأساتذة النساء والرجال كبار السنّ بتعليم الطالبات.
قرار منع الطالبات من التعليم لم يكن الأول، فقد سبقه في مارس / آذار الماضي منعت بسببه طالبات المرحلة الثانوية من التعليم في المدارس. غير أنهم في وقتها لم يبرروا الغلق لأسباب دينية بل لأسباب متعلقة بتجهيز المدارس والصرف عليها.
موقف السعودية من القرار
لم تخف المملكة العربية السعودية استغرابها من هذا القرار. فقد أعربت وزارة خارجيتها عن أسفها واستغرابها لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية عندما منعوا الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي. ودعت الوزارة في بيان لها حكومة “طالبان” إلى التراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية. مبينة أنه يتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم الذي يسهم في دعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها.
قلق في الأمم المتحدة
من جهتها أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه البالغ والعميق من تصرف حكومة “طالبان”. وقال المتحدث باسمه “ستيفان دوجاريك” في بيان عن لسانه: “إن الأمين العام يجدّد التأكيد على أنّ الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمّراً على مستقبل البلاد”.
بعد تسليم السلطة لطالبان .. واشنطن تدين تصرفاتها
أما الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان لتسلم السلطة إلى “طالبان” فقد أدانت القرار .. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان له: “لا يمكن لـ(طالبان) أن تتوقع أن تكون عضوا شرعيا في المجتمع الدولي حتى تحترم حقوق الجميع في أفغانستان. هذا القرار سيرتب على طالبان عواقب”. كما أدانت برلين هذا الحظر وقالت إنها ستطرح المسألة خلال اجتماع مجموعة السبع للنظر بواقع المرأة في أفغانستان.
الولايات المتحدة تكتفي بالنظر
الجميع يعرف أن من سلم السلطة إلى طالبان هي الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يمكننا نسيان كيف الشعب الأغاني كان يريد الصعود بالطائرات الأمريكية التي كانت تهم بمغادرة البلاد. حتى أن العديد منهم صعد على بدن الطائرة وهي تحلق ثم سقط على الأرض ميتا بعد مدة قصيرة من الإقلاع.
الشعب الأفغاني كان يعلم جيدا أن تسليم السلطة إلى “طالبان” يعني الموت القريب، والذي فضل السقوط من على طائرة مرتفعة على العيش تحت حكم الجماعات الإرهابية خير دليل على ذلك. الشعب كان يعرف جيدا ما سيحدث، والعالم أيضا. لكن وحدها الولايات المتحدة التي لم تكن تعرف ما سيفعله المتشددون الإرهابيون في شعبهم. فهل كانت لا تعرف ما سيحدث؟ أم أنها تعرف لكن لها مآرب أخرى؟!
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا