مقالاتالمقالات السياسيةالمقالات الاقتصادية

فيتنام طريق جديد للتهريب نحو أوروبا  

فيتنام طريق تهريب البشر الذي أزعج أوروبا كثيرا في السنوات الأخيرة. أعداد كثيرة وعصبات تعرف جيدا كيفية تهريب الراغبين للذهاب نحو القارة العجوز. عمليات لا تعد ولا تحصى استهدفت بريطانيا بشكل أكبر. ما استوجب اتخاذ إجراءات صارمة بحق تلك العصابات وردعهم.

القوات الأمنية في الاتحاد الأوروبي تشن من حين لآخر حملات مداهمة واعتقال لعصابات فيتنامية تنشط في مجال الاتجار بالبشر. فقد ذكر تقرير لوزارة الداخلية البريطانية نشرته مؤخرا أن 279 فيتنامياً عبروا بحر المانش على متن قوارب صغيرة في النصف الأول فقط من هذا العام.  

بداية الصداع في الرأس الأوروبي

ومع بداية العام الحالي 2022 حكمت محكمة في بلجيكا، على المهرب “فو فان هونغ” وهو مهاجر فيتنامي الجنسية، بالسجن 15 سنة. إذ أثبتت المحكمة أنه على صلة في عمليات التهريب، بصفته زعيم عصابة كانت تتاجر بالمهاجرين. كما أدين بعملية تهريب سابقة، أسفرت عن موت 39 مواطناً من فيتنام اختناقاً في شاحنة ثلاجة متوقفة خارج منطقة صناعية في مقاطعة إسيكس في المملكة المتحدة. كما أُدين 19 آخرين بتهم مماثلة، جميعهم فيتناميون، بعضهم من يحمل الجنسية البلجيكية.

حملات أوروبية مثمرة

الشرطة الأوروبية التي تعرف باسم (يوروبول)، والمتواجدة في مقرها بهولندا، تفكر في حلول جذرية لوضع حد لهذا العمليات التي تنفذها العصابات الفيتنامية. وقد نجحت في بعض العمليات. ففي حزيران/يونيو، ألقت اليوروبول في كل من جمهورية التشيك وألمانيا والمجر وبولندا وبلجيكا، القبض على تسعة أفراد من نفس المجموعة الإجرامية. وجهت إليهم تهم تهريب المهاجرين من فيتنام نحو أوروبا.

الوعود الكاذبة سبب الهجرة من فيتنام

مؤسسة باسيفيك لينكس الخيرية المتواجدة الولايات المتحدة ولعبت دوراً رئيسياً في التحقيقات بشأن مأساة شاحنة إسيكس، وصفت في بيان لها أن “تفكيك العصابات الإجرامية انتصار كبير”. مبينة أن على المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبي بشكل خاص بذل المزيد من الجهود لوقف عمليات التهريب. مشيرة إلى أن محاربة المعلومات الخاطئة والوعود الكاذبة بالعمل التي تنشرها عصابات الاتجار بالبشر، أمور أساسية على أوروبا الحد منها. من أجل وقف التغرير بالفيتناميين.

أوروبا لا تعترف بالجواز الفيتنامي

وفي خطوة من الدول الأوربية، قررت عدم الاعتراف بجوازات السفر الفيتنامية الصادرة حديثا. لكونها تفتقر إلى معلومات عن مكان الميلاد، إضافة إلى تشابه الأسماء الفيتنامية. ما يستوجب معلومات |أكثر في جوازات السفر.

وزارة الداخلية التشيكية ذكرت في بيان لها أن هذا القرار أتخذ بسبب مخاوف متعلقة بمشاكل عصابات الاتجار بالبشر. كذلك لا بد من ذكر أن العديد من عصابات تهريب الفيتناميين تتمركز في جمهورية التشيك.

مشكلة لا بد منها

لقد أصبحت فيتنام شريكا تجاريا مهما للاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2020. إذ بلغت قيمة التجارة الثنائية حوالي 49 مليار يورو في عام 2021.

غير أن هذا التبادل لا ينفي أن شبكات التهريب الفيتنامية، تجلب ما يقارب 18 ألف شخص من فيتنام إلى أوروبا كل عام. وعمليات التهريب هذه تبلغ قيمتها حوالي 300 مليون يورو (315.6 مليون دولار). وفي هذا الموقف تشعر أوروبا بالحيرة، فلا يمكنها وقف التبادل التجاري مع فيتنام، وفي نفس الوقت لا يمكنها السيطرة على عمليات التهريب.

الأحلام جواز سفر في فيتنام

من الضروري معرفة أن نصيب الفرد الفيتنامي من الناتج المحلي الإجمالي السنوي في بلاده يقدر بحوالي 3520 يورو. وهذا الرقم هو أقل من العشر، عما هو عليه الحال في ألمانيا على سبيل المثال. كما أن ازدهار التجارة الفيتنامية مع الدول الأوروبية قد سهلت عملية دخول الفيتناميين.

إن هذا المبلغ الذي يتحصل عليه المواطن الفيتنامي لا يلبي طموحاته. ما يدفعه نحو العمل في أوروبا وفق نصائح المهربين الذين يجعلونه يحلم بعمل ذو مردود جيد. لكنه يصطدم بالواقع حال وصوله إلى هناك. إذ أن معظم الواصلين إلى أوروبا وجدوا في نوعية العمل الذي أسند إليهم شكل جديد من أشكال “العبودية الحديثة”. لكنهم يبقون في أعمالهم من أجل توفير مبالغ إضافية يرسلونها إلى عائلاتهم في فيتنام.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى