مجتمعالأخبار

غياب الأمل والاقتصاد يدفع اللبنانيين للانتحار

لبنان تعيش أزمة اقتصادية كبيرة. يوما بعد آخر تنعدم فرص الحصول على أدنى متطلبات العيش. ويتضاءل بصيص الأمل. أنماط الحياة تبدلت. قهوة الصباح تحولت لرشفة ماء. أغاني فيروز لم تعد تطابق الواقع المعاش. فالدولار الواحد الذي كان يساوي ليرة ونصف قبل خمس سنين، صار يعادل 70 ألف ليرة لبنانية! والمواد الغذائية غابت عن موائد الأسر، بين شحن في الأسواق وشح في جيوب المواطنين.

ضغوط كثيرة على الإنسان اللبناني

في ظل هذه الظروف السيئة وجد اللبنانيون أنفسهم تحت ضغوط عصبية كثيرة. البعض يتحمل ويصبر نفسه، ويعطيها أملا ولو كذبا بأن الغد سيكون أفضل. والبعض فضل الهجرة نحو بلاد أخرى يجد فيها لقمة العيش بيسر وسهولة. غير أن هناك من لم يستطع الصبر ولا الهجرة. ففضل الانتحار!

فقدان الأمل

وفي هذا الموضوع، أوضحت المعالجة النفسية هيا سعد، لـ بي بي سي نيوز عربي، أن معظم الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار أو يقدمون عليه، يعانون من أحد أنواع الاضطرابات النفسية العديدة والمختلفة بعوارضها، إلا أنه لدى جميعهم عامل مشترك واحد وهو فقدان الأمل.

وتضيف: “عندما يصل الشخص إلى شعور أو فكرة أن لا حل لمشاكله ومعاناته، يفكر بالانتحار كحلّ، كباب وحيد للراحة، أن ينهي وجوده في هذه الحياة”. لافتة إلى أنها من خلال عملها، تجد أن “مدى معاناة الشخص من اضطراب نفسي معيّن، لا يرتبط بالضرورة بمدى تفكيره بإنهاء حياته، بل يتعلق الأمر أكثر بمدى فقدانه للأمل.

أزمة الاقتصاد أفقدت الناس الأمل

وكشفت هيا سعد، أن الأرقام التي اطلعت عليها مؤخرا كانت تشير إلى أن شخصاً واحداً يحاول الانتحار كل 6 ساعات. وتشير إلى أن هذه الأرقام قد تكون ارتفعت. مبينة أن الأزمة الاقتصادية وعدم الشعور بالاستقرار، بمعدلات الانتحار، زادت من عامل فقدان الأمل.

أرقام مخيفة

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تناقلوا أخبار حالات الانتحار. وأكدوا أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بنسب الانتحار في البلاد، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية منذ عام 2019. كما أفاد مصدر في دائرة الوفيات، أن لبنان سجلت 138 حالة وفاة سببها الانتحار في العام 2022. كما سجلت 145 في العام 2021.

زر الذهاب إلى الأعلى