قطر .. ماضٍ صحراوي وحاضرٍ مبهر

مونديال قطر. أعجوبة التنظيم والإعداد. بعد فوز العنابي باستضافة مونديال 2022 كانت قد وضعت خطة شاملة لإنجاز مونديال ليس له مثيل. من حيث البنى التحتية والمتنزهات والمرافق الترفيهية. أضف إلى ذلك الحداثة والتكنولوجيا المستخدمة في كل شيء.
كيف اقتنع الاتحاد الدولي بالملف ؟
عندما تقدمت قطر للاستضافة كان الجميع متشوق في آسيا لإعطاء فرصة للعرب في استضافة أحد المونديالات. لكن لماذا قطر؟
استثماراتها في البنى التحتية كانت عظيمة. وكونت فريق عمل كبير من خبراء وشركات ضخمة معروفة على المستوى الدولي في تأسيس وبناء الملاعب والفنادق. وأيضا الأشكال الهندسية والمعمارية في البناء. كما عملت على توفير متطلبات لم تتوفر من قبل.
قطر تحول الصحراء إلى التكنلوجيا
كانت الحكومة قد وضعت خطة لاستغلال مناطق صحراوية وتحويلها إلى ملاعب وفنادق على أعلى مستويات الجمال من حيث الشكل والحجم. وتيرة العمل كانت سريعة جدا لإظهار جدية تحمل مسؤولية بحجم ملف أكبر البطولات العالمية – كأس العالم.
كما عملت على من بناء ملاعب جديدة. وزيادة سعة الملاعب الأخرى وتوفير أجهزة التبريد والشاشات فيها. وكان العمل يسير وفق أفضل المواصفات العالمية الحديثة في كرة القدم. وإنشاء خطوط المترو والقطارات من وإلى الملاعب والفنادق والمطار. كما عملت فرق الاتصالات على تطوير خدمة الانترنت. وتسهيل دخول المشجعين إلى قطر وسرعة تنقلهم وارشادهم من خلال تشكيل فرق تطوعية من عدة دول.
220 مليار دولار المونديال الأكثر كلفة
بعد انجاز جميع مرافق البنى التحتية للمونديال أصبحت أكثر الدول التي صرفت أموالا للبناء والتحديث. غير أن هناك بعض المسائل المتعلقة بتلك الملاعب الحديثة ربما لا يعرف عنها البعض. فمثلا أن بعض الملاعب والفنادق سوف تفكك وتهدى إلى الدول النامية والبعض الآخر سيتحول إلى أغراض أخرى لعدم حاجة الدولة لها. بحكم أن قطر ذات عدد سكاني قليل. ولا تحتاج لكل هذه البنى التي ستكون مكلفة لو استمرت الحكومة في ادامتها وترميمها بين الحين والآخر. فإدامة هذه الملاعب والمرافق الحديثة تحتاج إلى موظفي أمن وزراعة وتنظيف وكهرباء وانترنت … إلخ من الاحتياجات.
كيف اثبتت قطر حق استضافة المونديال؟
اجرت قطر عدة بطولات على ملاعب المونديال منها كأس العرب والتي استخدمت فيه لأول مرة تقنية روبوت التسلل. كما استضافة كأس لوسيل بين الزمالك والهلال. وجميع هذه المباريات حظرها جمهور كبير. الأمر الذي اعتبره القائمون على الرياضة في قطر بروفة لتنظيم كاس العالم. إضافة إلى ذلك توفير مقرات التدريب والفنادق المستضيفة للمنتخبات. إذ استخدمت فيها أحدث التقنيات لإظهار شكل مميز للاستضافة. مثل مراكز الاعداد البدني وتنوع المطاعم والاكلات العالمية لكل دولة.
بعض أصوات الرفضين لم تستمع من المسؤولين؟
بين الحين والآخر عانت الدولة من خطر فقدان المونديال. تارة بسبب الاشاعات وتارة عن هتك حقوق الإنسان والعمالة بسبب ضغط العمل والوتيرة في إعداد ساعات اضافية لإتمام العمل المحدد بوقت زمني. لكن الأموال التي صرفتها قطر على مرافق المونديال كانت كافية لتعمل فرقها على الإنجاز دون الحاجة لانتهاك حقوق الإنسان.
مونديال المفاجآت والمهرجانات
قدم القطريون وعدا لجمهورها الرياضي الحاضر في أراضيها بأن المفاجآت والمهرجانات ستكون مسك المونديال. وستشهد ليالي المونديال الكثير والكثير منها.
يمكنا طرح سؤال كان بالأمس حديث الجميع. ألا وهو “هل ستنجح بتحويل بوصلة العالم نحو العرب باستثمار هكذا استضافات؟ أم أنها ستكون الأخيرة في الشرق الأوسط؟
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا